ahmed1997 نائب المدير
عدد المساهمات : 370 تاريخ التسجيل : 25/08/2009 الموقع : أكثر من نائب المدير العمل/الترفيه : محاسب
| موضوع: إرجــــع قبـــــــل مايفــــوت الأوان ، وتقول ياريت اللي كان ماكــــان الخميس سبتمبر 24, 2009 2:51 am | |
| أمنية أهل الآخرة أخي الحبيب : الدنيا أمنية أهل الآخرة جميعا . فكل يرجو الرجوع إليها , لا ليستزيد من متاعها ويستكثر من زخارفها وحطامها , وإنما ليصحح الملة ويتوب من زلة ويتنافس في الخير كله . أرأيت أهل الجنة في نعيمهم المقيم , وخيرهم العميم , فيما لاعين رأت , ولاأذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر في النعيم الذي لا يكدره سخط , والراحة التي لايشوبها عناء , والسعادة التي لا يخالطها شقاء , فيها ما تشتهيه الأنفس, وتلذ الأعين , وهم ـــ على الرغم من ذلك ـــ يتمنون أن يعودوا إلى الدنيا فيعملون بالصالحات ليرتفعوا في المنازل والدرجات , قال صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكواكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب , لتفاضل ما بينهم "[1] . وتأمل ــ إن شئت ــ حال الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة لله رب الأرض والسماء , وأرواحهم في جوف طير خضر , لها قناديل معلقة بالعرش , تسرح من الجنة حيث شاءت , ثم تأوي إلى تلك القناديل وهم ـــ والحال ما علمت ـــ يتمنون لو أن لهم كرة ثانية إلى الحياة الفانية فيعملون للحياة الباقية : " يارب نريد أن ترد ارواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى ".[2] فإن كانت هذه أمنية أهل الجنة , فما بالك بأماني أهل النار ؟! وهم الذين في جهنم يجشرون وعلى وجوههم يسحبون وفي الأغلال يصفدون , في الشقاء الذي لا سعادة معه والكدر الذي لا أنس فيه , ولا أمل في الخروج منه , وهم يصطرخون فيها : {ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون}[3] ربنا : أشقينا أنفسنا بالذنوب والخطايا والمعاصي والرزايا , فأرجعنا إلى الدنيا { نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل } [4] . فيأتيهم الجواب الذي تتقطع لهوله القلوب ولحسرته الأفئدة : { أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير } [5] .
فيا أيها الحبيب : ما زلنا في الأمنية .. وما زالت الفرصة أمامنا , والطريق بين أيدينا , فلنجد المسير إلى السميع البصير , ولنفق من هذا السبات قبل أن يخترمنا الممات ..
فقد دنا الرحيل .. والزاد قليل .. والسفر طويل .. والخطب جليل .. والله المستعان .
مـــلاك الأمـــر تـــقـــوى الله فاجــعــل تــقــاه عـــــدة لــــصــــــلاح أمــــرك وبادر نحـــو طاعــــــــــته بعــــــزم فما تدري متى يـــــمــــضــــي بعمرك [6] | |
|